مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة

الطفل الغضب

الطفل في السن المبكر من حياته يعيش نوبات فرح، وأحياناً يكون فيها غضب. فالغضب والبكاء الشديد لأسباب مختلفة تميز تلك المرحلة من العمر، خاصة ما بين الثالثة والخامسة. نحن نشاهد هذا الطفل في كل المجتمعات وبين كل الفئات الاجتماعية.

 

التعامل مع الطفل الغضب.

حياة الطفل

من الطبيعي جدًا أن يمر الطفل بنوبة غضب أثناء نموه وفهمه للعالم من حوله ورؤية أشياء جديدة. ولكن إذا استمر الطفل في غضبه كثيراً في مراحل نموه وبدت ظاهرة، فقد حان الوقت إلى  التدخل للسيطرة على الأمور وتعليمه كيفية التعبير عما بداخله بطريقة مناسبة بعيداً عن الغضب.

 

إن مقابلة غضب الطفل من قبل والديه أو مقدمي الرعاية له سواء بنوبات من الغضب والتوتر والعصبية أو التجاهل والتراخي وعدم الاهتمام والاستجابة لما يريده الطفل، ليس هو الحل، بل تتعقد الأمور معه على مدى عمره مما يؤثر على شخصيته وتكوين سلوكه.

 

هنا نقدم لك بعض الرؤى كي تستطيع أن تواجه تلك المواقف، جرب هذه الطرق البسيطة للتعامل مع طفلك عند غضبه. 

للمزيد يمكنك الاطلاع "اضغط هنا". 

 

1. افهم السبب

 في بعض الأحيان قد يكون الطفل مطالبًا بالتعبير عن حاجته التي لا يستطيع إيصالها بأي طريقة أخرى، سوى الغضب وأحياناً البكاء. على سبيل المثال، إذا أصر الطفل على حمله، فقد يعني ذلك ببساطة أنه يحتاج إلى عناق مريح  مع وضعية حمل مختلفة أو أنه لا يشعر بالأمان. وأحياناً أخرى، يغضب الطفل ويبكي عند شعوره باعتلال الصحة والمرض.

 في مثل هذه الموقف، قم بتهدئة الطفل واجعله يفهم أنه بالرغم من عدم الشعور بالأمان أو الصحة الجيدة، إلا أن هناك طرق صحيحة للتعبير غير البكاء والغضب. فبدلاً من الصراخ أو الغضب الفج، يمكنه أن يطلب ما يريد بشيء من الهدوء أو بتأدب.

 

2. لا تتعامل مع خروج طفلك عن حدود الأدب برد فعل مماثل

عندما يتحدث إليك طفلك بأسلوب غير مهذب، فغالباً يكون الرد بنفس الطريقة. لكن كما تعلم، فإن هذا السلوك لا يفيد. بل يجعل الأمور تسير نحو الأسوأ بالنسبة لك ولطفلك. لذا، إعتاد أن تأخذ خطوة إلى الوراء، وحافظ على هدوئك، وأجب عليهم بأسلوب راق.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك غضباً فظًا أو يطلب لعبة جديدة أو فستانًا جديدًا أو أي شيء، فبدلاً من الرد عليه، استجب له بأدب وبطريقة إيجابية. يمكنك أن تقول: "أعتقد أنك محبط بشأن شيء ما، كيف يمكنني المساعدة"، أو "هل هناك شيء يزعجك، يمكننا التحدث معه دون الصراخ"، أو شيء من هذا القبيل.

 بهذه الطريقة منحت أطفالك معرفة أنك على استعداد فهم سبب نوبات غضبهم. إذا واصلت الرد بفظاظة واستهجان أو وصف سلوك طفلك بأنه خارج حدود اللياقة، فقد يحمل نفس التصور عن نفسه ويمكنه الاستمرار بنفس السلوك.

 

3. اجعلهم يفهمون ما هو السلوك الواجب إتباعه

استغل الوقت الجيد والمناسب، واجلس مع طفلك واجعله يفهم أن سلوكه وقت الغضب لن يفيد ولن يوصله إلى أي نتيجة محببة ولكن سلوكه الهادئ الرزين سيفيده في الحصول لما يريد.

 اسأل طفلك كيف سيكون شعوره إذا سمع منك صراخ رداً عليه بسبب كل شيء صغير، أو إذا صاحت الأم على أحدكم للقيام بعمل ما إثناء قيامكم بعمل شئ أخر مثل اللعب على جهاز الموبايل أو موقف أخر.

 اجعلهم يفهمون كيف يؤثر غضبهم على الآخرين. امنحهم نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير مثل هذه الأفعال على سلوكهم وعلاقاتهم مع أحبائهم. أظهر لهم الطريقة الصحيحة عن طلب شيء ً ما أو احتياجهم شيء ما.

 

4. أظهر لهم طرقًا لحل مشاكلهم

هناك مواقف عدة تمر علينا داخل الأسرة ونحن نتعامل مع الأطفال، بعضاً منها به مشكلات وبعضها ظريف وجيد. هنا اجعل طفلك يعتمد على ذاته ويعرف كيف يكون مستقلاً، وأظهر له طرقًا لحل مشاكله.

 إن إحضار الطعام لهم في كل مرة يطلبونه، شيء غير محبب، أظهر لهم مكان حفظه وما يمكنهم تناوله. كذلك، إذا لم يجد قميصه الذي يريده في خزانة الملابس، عرفه أماكن أخرى يمكنه العثور عليه فيها. وبشكل عام، شجع أطفالك على الاستقلال الذاتي وإيجاد حل لمشاكلهم البسيطة قدر الإمكان لتجنب نوبات الغضب.

 

5. كن نموذج للسلوك الجيد

إن السلوك الجيد من الوالدين أو مقدمي الرعاية تجاه الأطفال، له رد إيجابي باستمرار ويساعد في تهيئة مناخ مستقر داخل الأسرة. تلك السلوك الجيد ينعكس في ذهن الطفل مدى الحياة، لذا ننصح بأن لا تأمر طفلك أو تطلب منه القيام بمهام معينة، حافظ على أن تطلب منهم ذلك بود ووجه بشوش وبسمة.

ذلك لتعليمه كيف يكون مهذباَ مع الجميع وكيف يطلب الأشياء بأدب، عليك أن تبدأ أنت بالتصرف بود وتهذب. فبدلًا من أن تأمره: "اخلع حذائك المتسخ الآن"، حاول أن تقول: "هل يمكنك من فضلك خلع حذائك المتسخ خارج المنزل".

دائماً ًيقلد الأطفال والديهم، ومقدمي الرعاية لهم، لذا بغض النظر عن مكان وجودك، تصرف دائمًا بتهذيب وتواضع إذا كنت تريد أن يتصرف أطفالك بنفس الطريقة.

 

وكذلك لا تنسوا أن تقدروا سلوك أطفالك عندما يطلبون الأشياء بأدب وتهذب. هناك الكلمة الحسنة تجاه ذلك ويعززها بعض المكافآت الصغيرة مثل قطع الشوكولاتة مع القبلات، ذلك يعزز ثقتهم باستمرار. إن التعامل مع الطفل أثناء غضبه يتطلب الصبر والجهد المستمر، فكن هادئ المزاج وافتح صدرك للحوار واقترب من طفلك ولا تستسلم بسهولة.

 

 الخاتمة

الطفل ثمرة حياة عظيمة، يمر أحياناً بنوبات غضب، لابد لنا أن نتعامل معها. يجب علينا أولاً أن نفهم ما هي دواعي الغضب؟ أحياناً تكون بدواعي احتياجه لشيء ما أو لوعكة صحية. لابد أن نقدم له الحل لمشكلته بحسن تصرف بعيد عن التهكم والصراخ. بل نظهر الود والعطف والقلب المفتوح.  

 

المصادر

                  الإنترنت.